أبوعليّ الحسين بن عبدالله بن سينا، أعظم فيلسوف مشّائيّ، وطبيب مشهور في العالم الأسلاميّ.

 

كان أبوه من أهل بلخ، وذهب إلى بخارى في أيّام نوح بن منصور السّامانيّ (366ـ387هـ./977ـ997م.) وأقام في قرية مهمّة من قراها تُدعى: خَرمَيْثَن، وعمل في ديوانها الإداريّ. وتزوّج بامرأةٍ من قرية قريبة منها فأولدها حسيناً حوالي (370هـ. /980م.). استهلّ هذا الوليد «ابن سينا» حياته بتعلّم القرآن والأدب. وما بلغ العشر حتّى تعلّم القرآن كلّه وكثيراً من المباحث الأدبيّة فأثار إعجاب الآخرين.

 

وقرأ ابن سينا الحساب الهنديّ على محمود المسّاحيّ، والفقه على إسماعيل الزاهد، و الفلسفة ومدخل المنطق الارسطيّ والمجسطيّ «كتاب بطليموس» على أبي عبدالله حسين بن إبراهيم الطّبريّ الناتليّ، ثمّ انفرد بقراءة المتون وتعلّمها. كما عكف على شروح كتب في الطّبيعيّات والإلهيّات حتّى «فُتحت أمامه أبواب العلم» على حدّ تعبيره. بعد ذلك عَطَفَ إلى علم الطّبّ، وطفق يقرأ كتباً حوله، فبرّز فيه خلال فترة قصيرة، حتّى شرع الأطبّاء المشهورون في عصره بدراسة الطّبّ عنده. وذكر ابن سينا نفسه أنّه فرغ من تعلّم علوم زمانه كلّها وهو في الثّامنة عشرة من عمره.

 

فقد ابن سينا أباه وهو في الثّانية والعشرين من عمره فتوجّه من «بخارى» إلى «جرجانج» الواقعة في شمال غرب «خوارزم» سنة (392هـ.) تقريباً. وبعد مدّة رحل إلى الرّيّ، ثمّ إلى قزوين، فهمدان. وأقام بهمدان برهةً، ثمّ غادرها إلى إصفهان، فاستقبله أهلها بعد أن تجشّم عناءً كبيراً في سفره. وتوطّنها رَدَحاً من الدّهر. ثمّ تركها، واعتلّ في سفره الّذي رافقه فيه علاء الدّولة إلى همدان، ووافته المنيّة فيها سنة (428هـ./1037م.) وهو في الثّامنة والخمسين، ودُفن هناك.

 

كان ابن سينا عالماً كاتباً جادّاً على الرغم من حياته المضطربة الزّاخرة بالأحداث. فترك 131 كتاباً، ونُسب إليه أو وردت عنه كتب بعناوين أخرى.

 

وقد قام ا.ف. مِرن (1889ـ 1899م.) بتدوين عدد من كتب ابن سينا في أربعة أجزاء تحت عنوان «الرسائل العرفانيّة لابن سينا» ونشرها في مدينة ليدن مع ترجمتها الفرنسيّة الحرّة.

 

وخلّف ابن سينا كتباً باللغة الفارسيّة أشهرها كتاب «دانِشْنَامَه علائي» الوارد في المصادر العربيّة والفارسيّة بعناوين شتّى نحو«الحكمة العلائيّة»، و «الرّسالة العلائيّة» و «حكمت علائي» و «كتاب علائي». وله رسائل أخرى كثيرة.

 

 

المصدر: alkawthartv.com