قال رئيس جمعية علم الإجتماع الإيرانية الدكتور قانعيراد في الحفل الختامي لمهرجان الدراسات التجريبية لابوريحان بيروني: إن معرفة الحقائق تفتقر إلي تجاوز العقبات العلمية والثقافية التي حاول ابوريحان بيروني خلال حياته العلمية إزالتها.
وأفادت وكالة أنباء الكتاب الإيرانية "إيبنا" أن
إختتامية المهرجان الثاني للدراسات التجريبية لابوريحان بيروني انعقدت يوم الثلاثاء
الماضي بحضور رئيس منظمة الجهاد الجامعي الدكتور محمد حسين يادكاري، ورئيس مركز قياس
الأفكار للطلاب الدكتور رسول كياني، ورئيس جمعية علم الإجتماع الدكتور سيد محمد امين
قانعي راد وأعضاء الجهاد الجامعي ومنتخبي المهرجان.
وأكّد رئيس جمعية علم الإجتماع الإيرانية الدكتور سيد محمد امين
قانعي راد في هذا الإحتفال علي أهمية الدراسات العلمية والدراسات الإجتماعية في عقد
مهرجان ابوريحان بيروني، وقال: إن هذه الشخصية العظيمة كانت من العلماء والمفكرين الإيرانيين
الأفذاذ ومؤسس الأسلوب التجريبي العلمي قبل ألف عام، ومؤلفاته خير دليل علي قدرته علي
الإبداع وخلاقيته وإطلاق إسمه علي هذا المهرجان كان إنتخاباً موفقاً مناسباً يُشكر
عليه.
وإعتبر القرون الثالثة إلي الخامسة للهجري عصر النهضة العلمية
في إيران، قائلاً: إن ابوريحان بيروني وعلماء مثل ابن سينا، وزكريا رازي وخوارزمي
طرحوا في عهودهم المفاهيم التجريبية علمياً وأساسياً، ثم تأسست العلوم التجريبية في
الغرب في القرنين الثاني عشر والسادس عشر للهجري.
وأوضح قانعي راد: أن علماء مثل ابوريحان بيروني وعلماء آخرون
عاصروه ظهروا في أرضية إجتماعية وثقافية وسياسية مناسبة، ثم شهد القرن السادس فصاعداً
افول العلوم التجريبية والإنسانية في إيران وتهميش دور العلماء.
وأكّد رئيس جمعية علم الإجتماع: حسب ما يطرحه ابوريحان بيروني
لتحريك عجلة التنمية العلمية مجدداً وإعادة النظر في العلوم التجريبية وإحداث تطور
علمي وصناعي عظيم، نحن بأشد الحاجة إلي حرية التفكير والإبداع والخلاقية.
وأشار إلي نظرية الإستبداد والإرهاب النظري في قضايا العلوم
الإجتماعية، وقال: إن الإستبداد النظري هو السبب وراء تفريغ الأفكار من الحقائق وإيجاد
أجواء إحتقانية في المجتمع.
ويقول الخبير في علم الاجتماع الكاتب "سي رايت ميلز"
في احد كتبه ان هذه المجتمعات لا تعير أهمية للحقائق والمفاهيم والنظريات الحديثة.
واعتبر قانعي راد العقبات الثقافية مثل النعرات القومية ضمن
العوامل التي تبعد المجتمعات عن الحقائق العلمية، قائلا: إن سكان ايران القديمة كانوا
يؤمنون بأن أرض بارس هي مركز الكون، معتبرين أن الأقاليم الستة آنذاك هي اطراف أرض
بارس، فتوجد مثل هذه التعصبات في بقية الشعوب مثل الشعب الهندي، فعلى سبيل المثال يتحدث
كتاب "الصور البدائية للحياة الدينية" لخبير علم الاجتماع أميل دوركهايم
عن هذه التعصبات.
وأكد على النضال العلمي لابوريحان ضد النظرية السلطوية الاغريقية
حول مواضيع طرحها "أرسطو"، موضحاً: أن بيروني كان من أكبر ناقدي القضايا
التي طرحها "أرسطو"، مما كتب كتاباً موجها لابن سينا تحت عنوان "رسالة
الأسئلة والأجوبة" في نقد مقولات أرسطو.
وأضاف: أن الأستاذ الشهيد مطهري يقول في كتاب "دراسات عن
بيروني" ان هذا العالم الكبير كان جريئاً في نضاله مع أرسطو، لأن الأخير كان قياساً
ومعياراً للعقلانية في ذلك العصر، مع ذلك وبالرغم من انتقادات يوجهها بيروني لفيزياء
أرسطو، الا أنه يدعم منطقه.
وأشار الى احدى مواضيع كتبها ابوريحان بيروني حول الكتابة المنصفة،
قائلاً: إنه بيّن حقائق المجتمع الهندي في كتابه عن أرض الهند بشكل منصف استناداً الى
الآيات القرآنية.
ثم، نوه المستشار العالي لمركز قياس الأفكار للطلاب الايرانيين
"ايسبا" الآكاديمي "حجة الاسلام رضا كندمكار" في كلمته الى مصطلحات
استخدمها الكتاب حول نهاية عصر المعلومات وبداية قرن المفاهيم، قائلاً: إن الاسلام
ظل دون منافس له في هذا العصر، لأن اليوم المواضيع والمدارس المعرفية في العالم أصبحت
عاجزة أمام أداء الدين الاسلامي ونظرياته.
وعن تأصيل المادة والذهن في الفلسفة، قال: إن البعض يأصّل المادة
والآخرون يأصّلون الذهن، لكن القرآن الكريم يهتم بفلسفة العلم، دون أن يعتبره معادلاً
للنظرية والرؤية الفلسفية والفلسفة، لكن يصف القرآن حقيقة العلم بأنها نور الهي ووجود
أهل البيت عليهم السلام بأنه نور أيضاً.
أكّد كندمكار على ضرورة أن يكون المسلمون متعصبين للقرآن الكريم
ومعارف أهل البيت عليهم السلام بطريقة علمية مستدلة، حاصلين على هذا التعصب المنطقي
عبر تبيين هذه المعارف.
ثم، قال أمين سر المهرجان الثاني للدراسات التجريبية لابوريحان
بيروني "عزت الله بوريان" في كلمته ان انجازات المهرجان هي نتيجة جهود الطلاب
والأساتذة في منظمة الجهاد الجامعي.
وأوضح: أن الدعوة للدورة الثالثة ستتوزع بالتزامن مع الانتهاء
من هذه الدورة من هذا المهرجان البينالي.
هذا، وتم في الختام تكريم المنتخبين في هذه الدورة من المهرجان.
المصدر: ايبنا