يروي كتاب "طب الشيعة، ميراث الاسلام العظيم" والذي عرضته أخيراً دار نشر سبحان نور. يروي تاريخ الطب الاسلامي خاصة الطب الشيعي.
وقال الدكتور محمد دريائي في حديث له مع وكالة أنباء الكتاب
الايرانية بشأن كتاب "طب الشيعة، ميراث الاسلام العظيم": إن هذا الكتاب يلقي
نظرة عميقة علي سير تطور الطب في الاسلام، هذا المسير الذي ينبع من تعاليم الانبياء،
ورسول الاسلام (ص) والائمة (ع) حيث يعتبر علماء الاسلام المتخصصون في الطب التقليدي
والطب الاسلامي من ورثة هذا العلم. وممن تجدر الاشارة إليهم في هذا المضمار زكريا الرازي،
ابو علي بن سينا، سيد اسماعيل الجرجاني وعقيلي الذين يعتبرون من أعاظم علماء الطب الاسلامي.
وقد خلف هولاء الاطباء مع سائر العلماء الاخرين
حوالي 1000 كتاب في الطب الشيعي.
وأشار دريائي الي كتاب "الذريعة الي تصانيف الشيعة"
وقال: يشرح لنا آقا بزرگ الطهراني في هذا الكتاب الذي تم جمعه من حوالي 1000 كتاب من
أصل 54 ألف كتاب، الامور المتعلقة بالطب والاطعمة في القرآن الكريم والاسلام وعالم
الشيعة. كما يذكر أسماء العلماء في هذا الاختصاص ممن ألفوا عدداً كبيراً من الكتب في
مجالات الطب الاسلامي والشيعي؛ وعلي سبيل المثال، يشير الي ابن سينا الذي ألف كتاب
"القانون" في (ثمانية مجلدات) والرازي الذي له 25 مجلداً في هذا الموضوع.
ويضيف هذا الاخصائي في علوم الاحياء والنباتات الطبية: إن كتاب
"طب الشيعة، ميراث الاسلام العظيم" بأن هذا الكم الهائل من الكتب والرسائل
يبين بوضوح مكانة هذا العلم عند الشيعة، كما إن علماء الشيعة، أخبرونا بالمدي الذي
كان يهتم به الاسلام بخاصة المذهب الشيعي بالامور الصحية والطبية والغذائية.
ومع تأكيده علي أن هذا الكتاب"طب الشيعة، ميراث الاسلام
العظيم" هو مجرد كتاب تاريخي في الطب الشيعي ويخلو من أية تعاليم وتوصيات طبية،
يضيف: بالرغم من أن هذا الكتاب تم تأليفه بلغة عامة ويفهمه الجميع ولكنه يشرح لنا أيضاً
بعض المواضيع التخصصية حتي يتمكن ممن يملكون درجة علمية في الطب الحديث أن يطلعوا علي
حقيقة وماهية الطب الاسلامي والايراني. كما يرشد الكتاب، القراء علي المصادر الخاصة
بالامور العملية والتنفيذية في الطب.
ويذكر لنا مؤلف الكتاب عدداً من آراء وانتقادات العلماء في الغرب
من أمثال "الكود" و"ادوارد براون" لهذا الكتاب ويقول: هذا الكتاب
يبين كيف أن هدف هولاء هو، تعريف الاسلام والتشيع خالياً من الطب حيث كانا يرومان الي
التأكيد علي "الطب العربي" فقط. وكلما استعملا عبارة "الطب الاسلامي"
راجعا في أبحاثهما هذه الي مصادر أهل السنة وليس الطب الشيعي، حيث جري نقد هذا الاسلوب
الغربي من خلال كتاب "طب الشيعة، ميراث الاسلام العظيم". أما في العهدين
الاموي والعباسي، فقد تمكن علماء الشيعة عبر أخذهم علوم الطب من الائمة المعصومين أن
ينقلوا هذا العلم الي سائر علماء العرب وغير العرب وكذلك أهل السنة حيث يعتبر هذا العمل
عملاً في بالغ الاهمية ويبعث علي التأمل.
ويذكر دريائي بأن نتاجه هو كتاب جامع يجيب علي كافة الشبهات
والشكوك التي يروجها الوهابيون للنيل من دور الشيعة في عالم الطب وقال: الوهابيون يقومون
حالياً بحملات اعلامية واسعة ضد الشيعة وفي كافة المجالات ومن جملتها الطب الشيعي،
حيث يجيبهم هذا الكتاب إجابة مفحمة علي دعاياتهم السيئة هذه.
وأستطرد يقول: مثلما أشرنا في المقدمة، فإن هذا الكتاب الحائز
علي تأييد كبار علماء الطب، متناغم مع آراء وأفكار الكثير من العلماء ممن لهم باع طويل
في عالم الطب وجذوره التاريخية والفقهية.
ويشير المؤلف الي أن كتاب "طب الشيعة، ميراث الاسلام العظيم"
أستند في مصادره علي أكثر من 80 مصدراً من المصادر الفارسية، والانجليزية والعربية
ويضيف: لتأليف هذا الكتاب، فقد قمت بالاضافة الي دراسة المصادر الاصلية في الطب الشيعي
بمطالعه النسخ الخطية لعدد من الكتب الموجودة في المكتبات مثل المكتبة الوطنية، مكتبة
الروضة الرضوية في مدينة مشهد، مكتبة مجلس الشوري الاسلامي ومكتبة ملك.
المصدر: ايبنا