تعمل فاطمة فنا رئيسة مجموعة الفلسفة الاسلامية بمؤسسة الموسوعة الاسلامية وبالتعاون مع مؤسسة "خانة كتاب" على جمع مجموعة مقالات ودراسات من اساتذة الفلسفة الاسلامية حول ابن سينا. وتقول ان اثر ابن سينا على الفلسفة الاسلامية بدرجة يمكن القول انه ان لم يكن لكان مصير الفلسفة مجهولا في ايران والعالم الاسلامي.
وقالت فاطمة فنا في حديث مع وكالة انباء الكتاب (ايبنا) اننا
نقوم بالتعاون مع "خانة كتاب" وعقب استكتاب بجمع مقالات من اساتذة وباحثي
الفلسفة الاسلامية. متوقعة ان يصدر هذا الكتاب بنهاية العام الايراني الحالي تحت عنوان
"مجموعة دراسات حول ابن سينا" لدى "خانة كتاب".
واضافت ان هذه المقالات تشتمل على موضوعات مختلفة ترتبط بالمجالات
التخصصية لابن سينا بما فيها الطب والفلسفة في قسمي الحكمة النظرية والحكمة العملية
لاسيما الاخلاق والموسيقى والمنطق وكذلك الدراسات التطبيقية حول ابن سينا وآخرين.
وقالت فنا ان ابن سينا حظي باهتمام اكبر من اي فيلسوف آخر في
ايران مضيفة ان دراساتنا الفلسفية في المجال الاسلامي تركزت خلال هذه الاعوام على الملاصدرا،
وهذا جيد طبعا بسبب مكانته في الفلسفة الاسلامية، لكن ابن سينا يتمتع بموقع كبير بنفس
القدر ان لم نقل ان اهميته اكثر من باقي الفلاسفة المسلمين. صحيح ان موقع الفارابي
مهم ويعتبر مؤسس الفلسفة الاسلامية لكن تأثير ابن سينا في الفلسفة الاسلامية لدرجة
يمكن القول انه ان لم يكن لكان مصير الفلسفة في ايران والعالم الاسلامي مجهولا.
وعن توجهات البحوث والدراسات الغربية حول ابن سينا قالت انه
ربما يتصور البعض بان الغربيين يعتبرون ابن سينا شارحا للفلسفة اليونانية وتابع محض
لارسطو، لكن هذا تصور خاطئ. ان الغربيين لا يعتبرون ابن سينا شارحا وانهم يتطرقون اليه
لسبب ان هذا العالم الايراني كان له اثر بالغ على الفلسفة المسيحية واليهودية اي الفلسفة
الغربية للقرون الوسطى وحتى بعدها. انهم يعرفون دور ابن سينا في الفلسفة المشائية.
واوضحت ان ابحاثا ودراسات ضئيلة انجزت لحد الان حول عرفان ابن
سينا وفكره الاشراقي،ان بعض مبادئ فكره الفلسفي كان له اثر كبير على فلسفة الملاصدرا.
ان ابن سينا تطرق الى نقاط رائعة عن فكر ابن سينا وشرحه لم يكن احد ربما قبله قادر
على ذلك، لكن البعض يتصور ان الملاصدرا ذكر هذه النقاط تأييدا لنفسه. لقد استفاد الملاصدرا
من افكار ابن سينا وامثاله في وضع بعض اسسه الفكرية ويصرح هو بذلك.
واكدت ان فلسفة ابن سينا هي بداية فلسفتنا ويجب التعرف عليه
من اجل ديمومة هذا الفلسفة. وعندما نتحدث عن البداية فان ذلك لا يعني بأن دوره بدأ
فقط في تلك النقطة. ان التعرف على افكار ابن سينا واعماله او فلاسفة مثل الفارابي ممن
يعتبرون من اوائل مؤسسي الفلسفة الاسلامية هو بمثابة الركن والعمود الاصلي لفكرنا الفلسفي
ويكتسي اهمية لاستمرار حياة الفلسفة الاسلامية. ان افكارهم هي مثل البذرة التي تستطيع
ان تثمر في ظل جهود مفكرين قيمين وان تعمل ثمارها على تفعيل ثقافتنا وفكرنا.
واشارت الى اثر ابن سينا على اتجاهات الفكر الايراني وقالت ان
الفلسفة اليونانية لا تتناغم مع تعاليمنا الدينية. ان ابن سينا وامثاله وضعوا الفلسفة
في مسار ثقافتنا وارسوا اسسها. ان تصنيف الفلسفة الى امور عامة والهيات هي من ابداعات
ابن سينا. وهناك بحوث كثيرة حول الوجود والماهية والبحث الطبيعي العام وكذلك البحث
المتعلق بالصورة الجسمية في الامور الفلسفية العامة وفي الطبيعيات هي من ابداعات ابن
سينا ولم تكن مطروحة في فلسفة ارسطو.
وتابعت ان فكر ابن سينا يبدأ من الفلسفة المشائية وينتهي بأسس
عرفانية واشراقية وحصيلته هو الشئ الذي اعتبره السهروردي نقطة البداية بالنسبة له وواصله
بافكاره الاشراقية. وعلي اي حال فان الاشراق والعرفان هما من خصائصنا الفكرية الثقافية
تجلى في فكر ابن سينا.
ويصادف يوم الاول من ايلول/ سبتمبر ذكرى ولادة الحكيم ابوعلي
سينا. وبهذه المناسبة فان هذا اليوم في التقويم الايراني سمي بيوم تكريم ابن سينا ويوم
الطبيب.
المصدر: ايبنا