قال وزير الثقافة والارشاد الاسلامي علي جنتي في مراسم "مشروع دعم ترجمة الكتب الفارسية الى اللغات الاخرى" (TOP) ان الثقافة والفكر الايراني – الاسلامي كان على امتداد التاريخ يدعو للتعامل والحوار والبناء عن طريق التواصل مع سائر الشعوب والثقافات، وان هذا الامر تحقق عن طريق الترجمة.
وقال جنتي في هذه المراسم التي حضرها غلام علي حداد عادل رئيس
اكاديمية اللغة والادب الفارسي وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية في البلاد ان القارئ
الفارسي تمكن عن طريق الترجمة من قراءة مجموعة قيمة من التفرعات العلمية المختلفة بما
فيها الطب والفلك والجغرافيا والتاريخ والفلسفة كما ان الاعمال الايرانية عرضت على
الاخرين بهذه الطريقة.
واشار جنتي الى تعرف الاوروبيين على ايران والاسلام في القرون
الوسطى اذ تمت ترجمة المئات من الكتب والمقالات من الاعمال الخالدة والعالمية الايرانية
على يد الغربيين الى اللغات الاوروبية. بدءً من اول ترجمة للقرآن الكريم الى اللاتينية
وكتاب "القانون" للشيخ الرئيس ابو علي سينا (ابن سينا) عام 510 للهجرة اي
بعد ثمانين عاما من تأليفه وصولا الى اعمال في الحكمة الاسلامية واعمال ادبية خالدة
بما فيها الشاهنامة للفردوسي واعمال نظامي كنجوي وكلستان وبوستان لسعدي واشعار حافظ
العرفانية ورباعيات عمر الخيام واشعار مولانا واعمال متعددة اخرى. وكانت كلها خطوة
على طريق نهضة الترجمة للتعريف وتقديم معارف وافكار ايران الاسلامية للعالم. كما ان
ترجمة اعمال علماء ايرانيين بمن فيهم محمد زكريا الرازي والفارابي وابو علي سينا ومحمد
الغزالي ادت الى ظهور مستشرقين قاموا لاحقا بترجمة الكثير من الاعمال الى اللغات الاوروبية.
ومن هنا اكتسبت الدراسات الايرانية في بريطانيا والمانيا والنمسا وفرنسا وروسية وايطاليا
واسبانيا وهولندا اهمية اكبر، لان الاعمال الادبية الايرانية ترجمت الى لغات هذه البلدان
على يد الباحثين والمتخصصين بالدراسات الايرانية.
وركز جنتي على دور الترجمة للتواصل بين الثقافات مشيرا بذلك
الى العلاقات الثقافية والتوطين الثقافي في مجال العولمة وتحول اعمال محلية الى عالمية
مثل اعمال لكتاب من الدرجة الاولى من روسيا وامريكا اللاتينية مثل تولستوي وغوركي وداستيوفسكي
وماركز.
واعتبر وزير الثقافة والارشاد الاسلامي في جانب اخر من حديثه
الثورة الاسلامية في ايران عاملا ومحفزا للترجمة في مجال ثقافة وحضارة ايران الاسلامية،
وادت الى احياء وتوسيع الفكر والمعارف الاسلامية والادب الايراني في العالم وتعريف
الشعوب على المبادئ والاهداف الثقافية للثورة الاسلامية واسهمت في تمتين العلاقات الثقافية
مع الشعوب والديانات الاخرى، وفي هذا السياق فان دور الترجمة والمترجمين غير خاف على
احد.
وتطرق جنتي الى المشاكل التي نواجهها حاليا بما فيها الايرانوفوبيا
والاسلاموفوبيا والشيعة فوبيا ما تسببت بفرض قيود على النشاطات معتبرا انه يجب التغلب
على هذه المشاكل من خلال ترجمة واصدار النصوص والاعمال الفاخرة.
وتابع ان ترجمة ادب الدفاع المقدس لا يعد مصلحة بل ضرورة علمية
وثقافية للتعريف به للعالم الذي خذل ايران في واقعة الحرب او وقف الى جانب العدو، وليعرف
العالم انه لماذا طرأ هذا الحدث في تاريخ ايران الاسلامية.
واشار الى ان ترجمة الكتب الايرانية الى اللغات الاخرى كانت
تتم بنفقات الحكومة، لكنه دعا الى ان تكون الترجمة والنشر في اطار تعامل وعلاقة فكرية
وثقافية والتعاطي مع المترجمين والعاملين في حقل الترجمة في البلد الوجهة وتوزيع ونشر
الكتاب بما يتطابق مع ظروف واقتضاءات ذلك البلد، معتبرا ان المشروع الجديد المقدم في
مجال الترجمة والمعروف بمشروع "تاب" يتمثل في تولى الناشرين الدوليين والناشرين
المحليين العاملين في خارج البلاد مهمة الترجمة.
المصدر: ايبنا